بعد غياب دام 12 سنة، عاد أمس مهرجان الاغنية التونسية في نسخته العشرين التي رفع عنها الستار مساء امس الثلاثاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي لتتواصل فعالياتها إلى غاية يوم 3 أفريل المقبل، وسط ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا.
وبحضور مجموعة من الفنانين والمبدعين وعدد من أعضاء الحكومة وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في تونس، أعطى وزير الشؤون الثقافية بالنيابة الحبيب عمار إشارة انطلاق هذه الدورة، وأكد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذه التظاهرة الفنية العريقة تعكس « إرادة صادقة لإعادة بريق الأغنية التونسية كلمة ولحنا وغناء »، لا سيما أن هذه الدورة تقام في ظرف صحي صعب انعكس سلبا على النشاط الثقافي والفني.
وقال إن الفعل الثقافي والمهرجانات والتظاهرات الثقافية الكبرى تعدّ آلية فعالة تترجم فنا معترفا به تأليفا وإبداعا، مضيفا « من أجل ذلك كان القرار بعودة الأنشطة الثقافية عامة ومهرجان الأغنية التونسية خاصة، نابعا عن قناعة راسخة بأهمية الفن في الارتقاء بالأفراد والجماعات ».
وأفاد الحبيب عمار أن تاريخ الأغنية التونسية « يجعلنا نفتخر بالقامات الموسيقية المتميزة في مجال التأليف والطرب والغناء ». وشدّد على أن عودة هذه التظاهرة الموسيقية يحتم تطوير الأغنية التونسية والتأسيس لتقاليد جديدة لتعميق البحث والتفكير في النهوض بالأغنية التونسية.
وترحم وزير الشؤون الثقافية بالنيابة على أرواح الفنانين والموسيقيين ممّن فقدتهم الساحة الثقافية.
وبدوره، أبرز مدير الدورة العشرين لمهرجان الاغنية التونسية شكري بوزيان أن هذه التظاهرة تعود بعزيمة أهل الثقافة، قائلا « أن العمل لإنجاح هذه الدورة كان بنسق دؤوب ومتواصل منذ فترة لرفع التحديات الراهنة والارتقاء بالأغنية التونسية تماشيا مع تطور المجال الموسيقي ».
وأشار إلى أن هذه الدورة انفتحت من طابعها المركزي نحو لا مركزية الفعل الموسيقي والغنائي عبر تشكيل لجان جهوية بحثت عن المواهب والطاقات الفنية الموجودة في عدد من ولايات الجمهورية.
واستهلت فقرات سهر ة افتتاح المهرجان بمختارات لمعزوفات تونسية من زمن الماضي الجميل الذي سجل انتعاشة لافتة للصوت واللحن والآداء التونسي، حيث عزفت الفرقة الخاصة بالمهرجان بقيادة المايسترو محمد لسود أغان توجت في مهرجان الأغنية على امتداد سنوات تنظيمه فيما مضى مثل « ضيعت عمري » لصوفية صادق و »عيبك » لعدنان الشواشي و »همس الموج » لمنية البجاوي.
وخصص الجزء الاول للسهرة لتقديم عروض المتبارين في مسابقة الأغنية الوترية، وكذلك لتكريم الفنانة التونسية القديرة سلاف التي اعتلت ركح مسرح الأوبرا وغنت « ما تفكرناش » و »أسمر مسرار ».
كما ألقى الشاعر الغنائي الحبيب محنوش قصيدة تضمنت نقدا للأوضاع المجتمعية التي تعيشها البلاد نتيجة الاختلافات الفكرية والتناحر بين مختلف الفرقاء السياسين، حسب التعبيرات التي تحدث بها الشاعر في قصيدته.
وكان ضيف سهرة الافتتاح الفنان صابر الرباعي الذي صدح بمجموعة من الأغاني التونسية الأصيلة وعدد من إنتاجاته الغنائية الخاصة به.
وتشهد الدورة العشرين لمهرجان الأغنية التونسية تقديم ما لا يقلّ عن 60 عملا موسيقيا تونسيا سيتمّ عرضه ضمن المسابقة الرسمية للدورة، وتوزّعت بين 23 عملا ضمن مسابقة الأغنية الوترية و12 عملا ضمن مسابقة الإبداع الحر و6 أعمال موسيقية ملتزمة بالإضافة إلى 18 أغنية ضمن مسابقة الفيديو كليب.
وتتألف لجنة تحكيم المسابقات من الفنانين محمد رضا وعبد الرحمان العيادي والشاعر الغنائي المنصف البلدي والفنانة أمينة الصرارفي والموسيقي حمدي المهيري والفنانة زهرة الأجنف والموسيقيين سامي المعتوقي وسميح المحجوبي وسيف الله عبد الرزاق.
وفي ما يتعلق بسهرات المهرجان فستتواصل، يوم 31 مارس مع الفنانيْن صلاح مصباح وفؤاد بالشيخ. ويؤثث سهرة يوم 1 أفريل الفنانة يسرى محنوش رفقة الفنان عماد عزيز.
ويلتقي الجمهور يوم 2 أفريل بالفنان لطفي بوشناق الذي سيكون مرفوقا بالفنانة ملكة الشارني. ويسدل الستار على هذه الدورة العشرين يوم 3 أفريل بتوزيع الجوائز على الفائزين، في سهرة يحييها المغني مهدي R2M.
ويعقد مهرجان الأغنية التونسية في دورته العشرين ثلاث ندوات فكرية تحت إشراف الفنان صالح حميدات. وتتمحور الندوة الأولى حول واقع وآفاق الأغنية التونسية. أما الندوة الثانية فتدور حول موضوع « فن الاتصال ». ويُناقش أهل القطاع في أشغال الندوة الثالثة « إشكاليات الإنتاج وسبل دعم الأغنية التونسية.
المصدر: الاذاعة الوطنية