– إذا أردت أن تنتقل من النقطة A إلى النقطة B فإن الجميع سيختار طريقاً سريعاً وسهلاً بين الحارات والمدن، إلا حمادي سيختار الطريق الأجمل والأكثر فرحاً حتى في الجبال ولكن بخجل ..
– لا أحب الكاميرا، ولا أقدر على إضاءتها المزعجة، كلام الصحفيين أعتبره هراءً وثرثرة، ولا أهتم بما يكتب عني ولا عن الآخرين، فقط ما أعرفه أنني أحب كرة القدم بخجل ..
– إذا فاتك يوماً فيلماً في آواخر السبعينات وندمت عليه في لحظتها، فيمكن لك الذهاب لمشاهدة حمادي في الملعب كي تجد فيه كل المعاني التي أضعتها لكن بخجل ..
– يبدو لي الأمر مخجلاً عندما أتحدث عن نفسي، لا أقدر على قول أنا، ولكن كنتُ هناك، في مكاني حيث أمتلك الملعب، لا أجري كثيرا ولكن أُتعب من حولي، أحب الكرة دون سبب، وأحب أن أعبث بالجميع لكن بخجل ..
– إذا أردت يوما أن تستمتع بكرة القدم دون أن تكون من محبيها، فاذهب إلى حمادي حيث هناك، ستنسى أنك لا تعرف قوانين الكرة ولا حتى من يلعب ضد من، ستتابع بابتسامة خفيفة رجل أسمر يجري فوق رفات الآخرين بخجل ..
– كنت أتمنى أن يمتد توقيت المباراة لساعات أكثر، كي أعوض للناس ما فقدوه في الحياة لأنني واحد منهم، لعبتُ وقاومتُ الآخرين من أجلهم ، مشهد كاسبرجاك وهو يرقص رقصته الأخيرة من أجلهم، هدف القيروان من منتصف الملعب كان لهم قبل أن يلغيه الحكم، ولكن الأهم أنني كنتُ أشبههم لكم خجل ..
– إذا كنت رأيت حمادي وهو يلعب، فأنت أحد المحظوظين في الأرض ربما دون أن تعلم، وإن لم تر حمادي وهو يلعب، مثلي على الأقل، فعليك أن تحبه فقط لأنه كان يرقص لكن بخجل ..
– أما أنا، فإسمي الكامل حمادي العقربي، أرقص وحدي حين يسقط الآخرون، وأصمت وحدي حين يتحدث الآخرون، وأثور وحدي حين يموت الآخرون، أنا هنا لازلت أقاوم مثل ما كنت، أراقص المرض والموت كما فعلت في كل من وقف أمامي وأراد العبث، وفي النهاية أبتسم في وجهه بخجل ..
عبد السلام المرخي